أين الحرية من ” الله ” ؟!!

hqdefault

التخلص من الرغبات.. حرية، والتخلص من الشهوات ..حرية، والتخلص من مبادئ العصر الذي نعيش فيه ” من الكذب الجميل أو المرتب، والسباق مع الفاشلين، والاهتمام بعيوب الأخرين وأشكال الأخرين وديانات الأخرين، واتجاهات الأخرين، وشيكات الأخرين و” شياكات ” الأخرين حتى تصبح الحياة كلها الأخرين، ولا شئ مع النفس ولا حديث عن الذات وكأننا نعود لزمان العُزة واللات.. حرية، وإطلاق العقل من نطاق المبصور إلى رونق المنظور.. حرية، وتخليص العقل من تفاهات الذات، وهموم النفس ..حرية، والتخلص من وساوس الأصوات الخارجية ..حرية.


إحترام الأخرين في مجتمع لا يحترم الأخرين.. حرية، النجاح رغم الحاقدين
.. حرية، القراءة في مجتمع لا يقرأ..حرية، بناء الأفكار عن علم ودراية.. حرية، دراسة أو قراءة المنطق والفلسفة.. حرية، المحافظة على أداب الحديث ومساحات الأفكار .. حرية، احترام العقليات البسيطة والكلمات العادية، والألسنة المتواضعة .. حرية، البعد عن الله ..حرية، والقرب من الله .. حرية، وعبادته هي .. الحرية، وفي تلك الحالة تصبح الحرية هي العبادة، التي تكلمت عنها الكتب السماويةـ في خلق الإنسان على الأرض للعبادة، لم تكن أبدًا هي المقصود بها أنها عبادة الفروض اليومية، إنما عبادة الله في كل ما يفعله الإنسان لتعمير الأرض، أي مراعته في كل شئ، فوقتها لن تجد الكاذب للوصول، ولن تجد المتسلق أو المتسلط، ولن تجد الحاقد أو الجاحد، ستختفي كل القبائح، وستكون المدينة الفاضلة حلم يتحقق.


لأن الله ليس صنمًا ولا شيئَا يعبد، أو إلهًا ذو قدرة خارقة، أرادنا أن نعبده ونسير وراء أولياءه على الأرض مكفوفين العقل معاقين المنطق، وإنما الله قضية، قضية نحارب من أجلها للوصول إلى الحرية
.
الله خلق الحرية دون اوجة للحرية، حتى يبحث عنها الإنسان في إطار بحثه عن الكمال، ولن يصل إلى الحرية ولن يصل إلى الكمال، لكنه سيصل إلى الله ومن يصل إلى الله يصل إلى الحرية، ويصل إلى الكمال
.

e9a99504736070d44f5ffdad47b8cc96
الله هو الذات الوحيدة التي إن فعلت كل شئ له من أجله ” هو
“، ستفعله بحرية، دون الحاجة أن تكسب ثقة أحد أو قرب أحد أو مدح وثناء شخص، لقد كان أكثر المعاقبين في يوم الحساب.. هم المنافقين والمرائين، لأنهم لا يعبدون الله بحرية.
الحرية هي الحب دون أسباب، التنزه عن الأسباب يجعل كل شئ جميل، لأن الأشياء بالأسباب تنتهي مع انتهاءها
..

والحرية ليست الخروج عن المضمون، أو الشذوذ عن العرف لمجرد الشهرة، أو فعل الزوبعة، بغض النظر عن الهدف النبيل أو المنطق، وعدم الاستناد لأسس إنسانية وضعية، والتقليد الأعمى للحضارات التي سبقت في المعرفة.
الحرية الحقيقية، هي المعرفة، معرفة لماذا؟!!، الجواب على سؤال ” ليه”؟!، لماذا سأفعل هذا؟! ، لماذا أرتدي هذا؟!، لماذا سأكتب هذا؟
!..

ob_fc65dd98142b7babb38ed880ee9a687a_ndame-liberte
عيب الشرق الذي أودي بحياته أنه قلد الغرب دون معرفة أو الجواب على سؤال لماذا هذا؟
!، وهذا لماذا بالتحديد؟!. ولهذا لن يستطع أبدًا أن يعرف معنى ولا معزى للحرية.

 

ملحوظة : هذا المقال الفائز بمسابقة الـ  arablog

 

One thought on “أين الحرية من ” الله ” ؟!!

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *