الكل يعبد الله حتى الملحد به.. كيف ؟!

يعرف الناس بالدين ولا يعرف الدين بالناس. 

يقال أنك في رفضك للشيء هو اعتراف بوجوده، كأنك ترفض حبك لشخص أنت مهتم به، أو مشغول بنكران لهذا الحب، فعندما نجد أن الملحدين طوال الوقت يريدون أن يثبتوا عدم وجوده برغم أنه لم يزعجهم أو حاول اجبارهم على دخول أديانه، فإنهم يوجهون له اللوم ولا يوجهوه لمن استخدم اسمه في هذا التعدي والفرض، وبرغم أن كل ما يدعونه من نظريات علمية يثبت وجود المهندس الأول الواضع لتلك المصفوفة التي نسير جميعًا في نساقها، والتي تدخل أي من ينكر وجود الخالق وتخضعه لمفهوم الطاعة الجبرية، أي أنه مجبر على أن يعيش ويتعايش طبقًا لقانون الطبيعة الذي وجد عناصرها الأولى الخالق، بمعنى أنه لا يستطيع أن لا يأكل أو لايشرب أو لايمارس النشوات جميعًا، أو يضحك كالبكاء أو يبكي كا الضحك، فلربما لم يسأل أي من الباحثين الملحدين، كيف تتطور الإنسان في شتى بقاع الأرض وتعابيره ومشاعره، وانفعالاته واحدة؟!، ولم يتقابل كل البشر ليتعلموها من بعضهم؟!، وإن جاء الجواب أنه فطرة حيوانية جاءت نتيجة التطور، فالرد يكون ومن خلق وبرمج تلك الفطرة، وأليس هذا دليل على أنه مُشكل واحد، بأن كل تلك المخلوقات تتصرف على شاكله واحدة..

العنصر الثاني في عبادة الملحد، هى عبادة جبرية أيضًا العبادة النكرانية أو الذكر الرغمي،  فهو جعله برغم أنه لا يؤمن به يتذكره طوال الوقت، أو بعض الوقت، بل في أحيان هو يتذكره أكثر من كثير من المؤمنين به، فهو دائم الحديث عنه والتفكر فيه، برغم نكرانه أو البحث عن عدم وجوده، فيقول بعض الصوفين أن هذا نوع أخر من الذكر .. 

لبوكا مثال، الغيبة والنميمة في الأسلام، أو الكلام على الأخر في حياتنا العادية، فإذا ذكرت أحد بسوء فأنت تذكره، والدين الحنيف علمنا إننا إذا كرهنا شيء من أحد لا نذكره بسوء أو نبغضه، وعلى الصعيد الأخر، لا يفتأ الملحد بالله، أو بالمعنى الأدق الملحد بوجود الله، أن يتجادل فيه ويسأل عنه، ويذكر من حوله به.

bertrand-russell-agnosticالعبادة في صور أخرى، حتى الذين يعبدون النار أو الحيوانات أو الشجر أو أي مخلوقات، أو ألهة مسمية بأي تكوين عقائدي، هم يعبدون تلك المجسمات، لأنه  القادر والخالق والنافع والضار، والرازق والرحيم، وهذه هي كلها صفات إللاهيه، تعود لله الموجد، أما الملحد، فهو يتبع عالم ما أو صاحب نظرية ويتأثر به، هذا الذي لم يوجد براعته أو علمه من تلقاء نفسه، أو ورثها من الطبيعة، وإلا فأين العدل حينما توجد الصدفة هذا العالم بعبقريته، ولم تعطي الملحد التابع تلك العبقرية، وهل الطبيعة الصماء أو الصدفة العمياء سيكون لها حكمة في تلك المفارقة؟!، ففي اتباعه له تباعية لله لأنك حين تعجب بلوحة فنية، أو عمل ابداعي فإنك بالدور تعجب بالصانع. 

هناك بعض من الملحدين غير ملحدين بالله حقيقةً، بل هو يحاول أن يصدق أو يجد المبرر لكي يبرهن على تلك النظرية، لأنه يخاف لقاء الله وعتابه، لأنه يشعر أن ذنوبه كثيرة ولا يستطيع كبح نفسه ولا التضحية بحياته الموقوتة التي يعيشها من أجل أن ينعم بحياة أبدية سعيدة، كا الطالب الذي لايذاكر طوال العام، وحينما ينتهي وقت الأختبار ويسقط يعرف الحقيقة ويصدق في وجود النجاح والرسوب، فيجب أخينا الملحد أن يعرف أن الله يغفر الذنوب جميعًا،

وبالتالي كا آي أحد يعرف أنه على خطأ يريد أن يجذب معه أخرين، تلك دعوة أبليس حينما قال وبعذتك لأغوينهم أجمعين..    

1425902223821

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *